وزير صينى: الصين تتخذ إجراءات فاعلة في التعامل مع تغير المناخ
تعمل الصين بجد من أجل إصلاح بنيتها الاقتصادية لتحسين توفير الطاقة، وتقليل الانبعاثات، حسبما ذكر ما كاي الوزير المسؤول عن اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في مقال نشر في صحيفة //الفاينانشيال تايمز// يوم الاثنين /4 يونيو الحالي/.
قال الوزير إنه في الفترة من 1991 وحتى 2005، ومع زيادة الاستهلاك الوطني من الطاقة سنويا بنسبة 5.6 في المائة، حافظت الصين على معدل سنوي للنمو الاقتصادي بواقع 10 في المائة، وقللت من استهلاكها للطاقة لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي بـ47 في المائة، ووفرت 800 مليون طن من الفحم، وخفضت 1.8 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وطبقا للوزير، فإن الحكومة المركزية وافقت في ابريل 2007 على 383 مشروعا لتوليد الطاقة من الرياح، والطاقة المائية، والوقود الحيوي، واستخدام غاز الميثان المستخرج من الفحم، وقد أدت تلك المشروعات إلى تقليل الانبعاثات بواقع مليون طن.
وطبقا للوزير فإنه في الفترة من 1980 إلى 2005، تم امتصاص 5.1 مليون طن أخرى من خلال إعادة التشجير المكثف، وتحسين إدارة الغابات.
وقال ما إن السياسات الصينية المشددة الخاصة بتنظيم الأسرة والتي سوف تستمر، ساهمت أيضا بشكل بارز في تقليل الزيادة السكانية في العالم، والحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وأضاف أنه بدون تلك السياسة، فإن عدد سكان الصين كان سيصل إلى 138 مليون ابتداء من عام 1979، الأمر الذي كان سيسفر بدوره عن 330 مليون طن زيادة في الانبعاثات.
وقال ما "إن الصين ملتزمة بالتعامل مع تغير المناخ في سياق التنمية المستدامة، ولكن يتعين أن يكون هذا على أساس مبدأ المسئولية المشتركة، ولكن المختلفة".
وقال "إن الصين تمثل المشاركة الفاعلة في المنتديات الدولية، والتعاون متعدد الأطراف. لقد تحملنا التزاماتنا ومسئولياتنا في الماضي، ودفعنا المفاوضات السابقة على بروتوكول كيوتو، وبذلنا جهودا نشطة في كافة المفاوضات".
وطبقا للوزير فإن الصين تأمل أيضا فى أن تتمكن الدول المتقدمة من اتخاذ دور الريادة في تقليل انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، وتوفير الدعم المالي والتكنولوجي للدول النامية من أجل تحسين الوفاء باحتياجاتها من نقل التكنولوجيا والتعاون، وخاصة في مراقبة تغير المناخ والإشراف عليه، وتقليل انبعاث الغازات الحابسة للحرارة، والتكيف مع تغير المناخ.
وقال ما "إننا نؤمن بأنه طالما أمكن للدول المختلفة التعاون مع بعضها البعض فى مسألة تغير المناخ، فإن الجهود الجمعية يمكنها أن تساهم بشكل أكبر في التنمية المستدامة للاقتصاد العالمي، والبشرية".
وقال إن الصين سوف تعمل بنشاط في تطوير موارد طاقة أكثر نظافة مثل الرياح، والطاقة الشمسية، والحرارة الأرضية، والمدية، والكتل العضوية، والتكنولوجيات المتجددة الأخرى، وستعزز الطاقة النووية من منظور زيادة معدل الطاقة المتجددة في إمدادات الطاقة الأساسية إلى 10 في المائة بحلول 2010. وقال ما إن الصين سوف تعالج أيضا مشكلاتها المتعلقة بالمياه في ضوء الاحترار العالمي، مع قيام الحكومة بتطوير موارد مياه ملائمة، وتحسين توزيعها، ويشمل ذلك الري، والحفاظ على المياه، وتدعيم قدرة نظام المياه على مقاومة تغير المناخ.
وأضاف أن الصين سوف تطبق مشروعات أساسية لاستعادة الغابات، تتضمن إعادة الأراضي الزراعية إلى غابات ومراع، والحفاظ على الغابات الطبيعية، بهدف زيادة الغطاء الغابى بنسبة 20 في المائة من البلاد بحلول 2010.
وعلى الجانب الآخر، سوف تشجع الصين وتدعم الابتكارات العلمية والتكنولوجية في الحد من والتكيف مع تغير المناخ، وستبذل المزيد من الجهود في الأبحاث والتطوير في مجال التكنولوجيات الأساسية.
وقال الوزير "إن الصين ملتزمة بتحسين سياساتها في الصناعة، والضرائب، والائتمان، والاستثمار، واستخدام التسعير من أجل الاستفادة المثلى من السياسات صديقة البيئة. ومثل هذه الإجراءات سيدعمها أساس قانوني قوي، من خلال تبنى قانون الحفاظ على الطاقة، وقانون الطاقة المتجددة في أسرع وقت ممكن".
وأضاف أن تغير المناخ يعد قضية بيئية، لها تأثير على المجتمع العالمي ككل، ولكنها أيضا قضية تتعلق بالتنمية، وقد أحدثتها التنمية البشرية، ويجب على التنمية أن تحلها.