تفكير خيالي في تغيير المناخ
يدرس العلماء الوسائل الممكنة لاستخدام الهندسة في مساعدة العالم على التكيف مع التغير المتزايد في المناخ.
سوف يتم عقد مؤتمر في كامبريدج، في بريطانيا، للنظر في الخيارات المتاحة مع تجاهل ما يعد صحيحا من وجهة النظر السياسية.
وقال منظمو هذا المؤتمر إن العديد من الخيارات المتاحة حاليا لا يبدو أنها ستنجح، بل أن بعض هذه الأفكار يبدو مجنونا، غير أنهم يصرون على ضرورة مناقشتها.
ويقول منظمو المؤتمر إن الهندسة سيكون عليها أن تلعب دورها في خفض انباعاثات الغازات التي تتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري بالقدر المطلوب.
ومنظمو المؤتمر هم مركز تيندال لأبحاث التغير المناخي، في جامعة ايست انجليا البريطانية، ومعهد كامبريدج للعلوم المناخية.
لا يوجد متفائلين
الاجتماع الذي سيعقد في الثامن والتاسع من يناير/ كانون الثاني يحمل اسم الخيارات الهندسية الكلية للسيطرة على التغير المناخي وتخفيفه.
أحد المتحدثين في هذا المؤتمر هو البروفيسور جيمس لافلوك الذي يتبنى نظرية مفادها أن الأرض كائن مستقل بذاته يحافظ على الظروف المناسبة لبقائه على قيد الحياة.
ويقول منظمو المؤتمر إن تقليل إنبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بمقدار النصف، واللازم لتفادي التغير المطرد في مناخ كوكب الأرض، سيكون صعبا للغاية، وربما يتطلب اقتطاع الدول المتقدمة للمزيد من انبعاثاتها من هذه الغازات.
ويقولون: "العديد من الناس يشعرون إن هذا الاقتطاع في انبعاثات الغازات الضارة لا يمكن أن يحدث عن طريق تحسين كفاءة الطاقة، تخفيض تركيز الكربون باستخدام مصادر متجددة للطاقة"
ولذلك فهم يرون أن هناك حاجة لدراسة الإمكانيات الهندسية العامة قبل اعتبار أي منها حلا، حتى ولو كان على مستوى الضمانة أو التأمين.
ولذلك فإن المؤتمر ملتزم بالنظر في كل الطروحات دون أي وجهات نظر مسبقة، وبغض النظر عن الضغوط السياسية.
سوف يبحث المؤتمر أربع مجموعات رئيسية من الحلول
التحكم في التعرض للشمس، عن طريق تعديل انعكاس الشمس على السحب وعلى الأسطح الأخرى للتأثير على مقدار أشعة الشمس التي تدخل المجال الجوي لكوكب الأرض.
تخزين غاز ثاني أوكسيد الكربون، في المحيطات مثلا، أو عن طريق سحبه من الهواء بغرض تخزينه، أو بإيجاد طريقة مناسبة لاحتجازه في الغابات.
تصميم المناخ، على سبيل المثال عن طريق التركيب الضوئي، أو بالتحكم في القشرة الجليدية لكوكب الأرض.
تأثيرات انخفاض انبعاثات الغازات الضارة، والتي تتضمن تثبيت التيارات المائية في المحيطات عن طريق تحويل مسارات الأنهار، وإحداث مسارات للهجرة الواسعة للكائنات البرية.
ويشير المنظمون بجفاف قائلين: "أغلب هذه الحلول يثير الجدل في الوقت الحاضر، وبعضها يبدو مجنونا" "غير أنه يجب دراسة هذه الحلول لهذا السبب بالتحديد، وربما استبعاد غير الصالح منها إذا كان ذلك ضروريا"
"وإلا سيبحث أهل السياسة عن سبيل لاستخدام هذه الحلول كعصا سحرية إما بغرض تأجيل الحل، أو كحلول تقدمية يمكن تنفيذها، إذا ما أصبحت مشكلة التحول المناخي كبيرة وصعبة على الحل"
تم الترتيب للمؤتمر منذ عام مضى، قبل فترة طويلة من ظهور الشكوك الحادة بشأن فرصة تفعيل اتفاقية كيوتو، وهي الاتفاقية العالمية للمناخ.
وقد رفضت الولايات المتحدة هذه الاتفاقية، كما قالت روسيا إنها لن تصدق عليها.
وقال البروفيسور جون شيلينهوبر من مركز تيندال لأخبار البي بي سي على الإنترنت: "معاهدة كيوتو تقف في موقف صعب للغاية، وربما يكون من المهم العثور على طرق أخرى للخلاص"
الفرص تتضاءل
وقال: "قد نكتشف أننا في طريق مسدود، وأنه يجب علينا التفكير في استراتيجيات أخرى تفوق اتفاقية كيوتو"
وأضاف: "لكننا يجب ان نبحث عن استراتيجيات غير تقليدية بالمرة، حيث تظهر الدراسات إننا لن نتمكن من حل المشكلة بغير الاستراتيجيات غير التقليدية"
وقال: "ربما يكون وقت تدخلنا لحماية المناخ قد فات، فسوف تخفض اتفاقية كيوتو من الانبعاثات بعشر ما يجب على أي حال، وإذا أمكن الحفاظ على هذه المعاهدة، فذلك يعني أنه قد فاتنا الوقت بمقدار عشر سنوات، ونحن ببساطة لم يعد لدينا وقت"