[size=18] [size=12] فنتر من الجينوم إلى الاحتباس الحراري
المهمة الجديدة أمام الدكتور كريج فنتر بعد عمله على وضع خريطة الجينوم البشري، هي تنفيذ رؤيته لمعالجة الاحتباس الحراري.
ومن الأهداف التي وضعها لنفسه بعد موضوع الجينوم أن يسبر أعماق المحيطات بحثا عن نوع من البكتريا بمقدورها تحويل غاز ثاني أوكسيد الكربون الذي تفرزه بيوت الدفيئة إلى مواد مفيدة كالنشا أو السكر.
وقال فنتر لـ بي بي سي أونلاين: "إن نسبة ما تم استكشافه من الأحياء المجهرية الموجودة في الكون تبلغ أقل من واحد بالمئة.
ولهذا السبب فإنه يعتقد بأن من المرجح أن يعثر على أحد الأحياء المجهرية أثناء البحث في أعماق المحيطات.
يذكر أن الدكتور فنتر استقال في يناير/ كانون الثاني الماضي من عمله كرئيس لشركة "سيليرا جينومكز" المختصة بأبحاث الجينوم.
وقد اضطلعت هذه الشركة، بتمويل خاص، إنتاج نسخة من الجينوم البشري.
في مكان ما
وفي حديث مع بي بي سي أونلاين قال فنتر من مكتبه الجديد في روكفيل في ولاية ماريلاند الأمريكية، شرح الوسائل التي يأمل أن يكون بوسع علم البيولوجيا بواسطتها التخفيف من الأضرار التي يسببها تلوث الطقس.
هل بمقدر جراثيم كهذه معالجة الاحتباس الحراري
وقال إن فكرة إيجاد حل بيولوجي ظهرت لديه عندما أدرك أن معظم ما يحيط بنا هو ناتج عمليات بيولوجية. لكن الفكرة أضحت ملموسة بصورة أكبر عندما بدأ بوضع سلسلة الشفرات الوراثية.
ويضيف قائلا إنه بدأ بالتفكير جديا بالأمر عندما وضع سلسلة الشفرات الوراثية لأول مرة لأحياء ميثانوكوكس المجهرية. وكان ذلك ثالث جينوم تكتمل خريطته والأول من نوعه لعائلة آركيا البدائية التي تنتمي إليها الميثانوكوكس.
ويبدو أن آركيا هي شكل من أشكال الحياة الغارقة في القدم وهي تختلف عن البكتريا بقدر ما تختلف البكتريا عنا نحن البشر. وتقطن تلك الأحياء في أعماق الأرض والمحيطات. كما أنها لا تصيب البشر مما يجعل من المأمون التعامل معها.
ومن المثير للاهتمام أنه لدى تحليل أحياء الميثانوكوكس تبين أن 60 بالمئة من جيناتها لم تكن معروفة لأهل العلم. ويشير إلى أنها تأخذ ثاني أوكسيد الكربون من البيئة وتحوله إلى بروتينات وسكر وميثان.
ويأمل فنتر بأن يوجد، في مكان ما من هذا الكون، جرثوم ما مشابه للميثانوكوكس له الميزة نفسها في ما يتعلق بإزالة ثاني أوكسيد الكربون من المحيط وبالتالي مقارعة التغيرات التي يسببها البشر للمناخ.
عالم الجراثيم
ويبني الدكتور فنتر افتراض العثور على ذلك الكائن على حقيقة أن أقل من واحد بالمئة من الجراثيم تم اكتشافه.
وقد غادرت بعثة أولى للبحث عن الهدف بسبر أغوار مناطق معينة في المحيط الهادئ معروفة بأنها موئل للأحياء الغريبة. وترمي البعثة إلى جمع عينات لزرعها على أمل العثور على جراثيم جديدة.
ويعتقد الدكتور فنتر بان الاحتمال كبير في العثور على غايته والعمل على إيجاد حل مشكلة التغيرات المناخية المتنامية.
عبدالحفيظ كوزو