لمياء التدمري عضو جديد
عدد الرسائل : 12 تاريخ التسجيل : 26/01/2008
| موضوع: مصطلح عن الاحتباس الحراري الجمعة مارس 07, 2008 5:23 am | |
| مصطلح أخذ يتردد في الأونة الأخيرة مع ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم، حتى إن حلم البعض في الذهاب للمناطق الباردة للتخلص من ارتفاع درجات الحرارة أصبح من المستحيلات.. فالمناطق الباردة والجليدية أصبحت مهددة هي الأخرى بسبب هذه الظاهرة! ومع أن المصطلح قديم وهي ظاهرة طبيعية.. إلا أن الأمر لم يعد طبيعيًا! فماذا نعني بظاهرة الاحتباس الحراري؟ وهل هي فعلاً السبب وراء ارتفاع درجات حرارة الأرض؟ FPRIVATE "TYPE=PICT;ALT=" تعرف ظاهرة الاحتباس الحراري Global Warming على أنها الزيادة التدريجية في درجة حرارة أدنى طبقات الغلاف الجوي المحيط بالأرض؛ كنتيجة لزيادة انبعاثات غازات الصوبة الخضراء Greenhouse Gases منذ بداية الثورة الصناعية، وغازات الصوبة الخضراء والتي يتكون معظمها من بخار الماء، وثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكسيد النيتروز والأوزون هي غازات طبيعية تلعب دورًا مهمًا في تدفئة سطح الأرض حتى يمكن الحياة عليه، فبدونها قد تصل درجة حرارة سطح الأرض ما بين 19 درجة و15 درجة مئوية تحت الصفر، حيث تقوم تلك الغازات بامتصاص جزء من الأشعة تحت الحمراء التي تنبعث من سطح الأرض كانعكاس للأشعة الساقطة على سطح الأرض من الشمس، وتحتفظ بها في الغلاف الجوي للأرض؛ لتحافظ على درجة حرارة الأرض في معدلها الطبيعي. إلى هنا والأمر طبيعي، لكن زيادة معدلات غازات الصوبة الخضراء هو الذي أظهر لنا المشكلة، فكيف ذلك؟ مع التقدم الصناعي ووسائل المواصلات والاعتماد على مصادر الطاقة (كالفحم والبترول والغاز الطبيعي) واحتراقه وما ينتج عنه، واستخدام غازات معينة في الصناعة (الكلوروفلوركاربونات) بكثرة، أصبحت غازات الصوبة الخضراء (الدفيئة) تنتج بأكثر من معدلاتها الطبيعية (بكميات أعلى مما يحتاجه الغلاف الجوي للمحافظة على درجات حرارة الأرض) وزيادتها يؤدي إلى الاحتفاظ بكميات أكبر من درجات الحرارة في الغلاف الجوي، وبالتالي زيادة درجة حرارة الارض. لكننا نتكلم على نظام مناخي معقد ليس بالسهولة التأثير فيه هكذا، بالطبع هناك العديد من العوامل الأخرى المساعدة في ارتفاع درجات حرارة الأرض، إلا أنه بسبب انبعاث تلك الغازات وتراكمها مع مرور الزمن بدأت الآثار الضارة لتلك الظاهرة بالظهور، لتدق الأرض أجراس الخطر، لتنبيهنا لما تقترفه أيدينا في حقها. والعلماء مع هذه الظاهرة انقسموا إلى فريقين: فريق يعارض هذه الظاهرة، فيرون أن هناك العديد من الأسباب التي تدعو إلى عدم التأكد من تسبب زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري في ارتفاع درجة الحرارة على سطح الأرض، حيث يرون أن هناك دورات لارتفاع وانخفاض درجة حرارة سطح الأرض، ويؤكدون هذا الرأي ببداية وجود ارتفاع في درجة حرارة الأرض، والتي بدأت من عام 1900 واستمرت حتى منتصف الأربعينيات، ثم بدأت في الانخفاض في الفترة بين منتصف الأربعينيات ومنتصف السبعينيات، حتى إنهم تنبأوا بقرب حدوث عصر جليدي آخر، ثم بدأت درجة حرارة الأرض في الارتفاع مرة أخرى، وبدأ مع الثمانينيات فكرة تسبب زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري في ارتفاع درجة حرارة الأرض. ويؤكد رأيهم قصور برامج الكمبيوتر التي تستخدم للتنبؤ باحتمالات التغيرات المناخية المستقبلية في مضاهاة نظام المناخ للكرة الأرضية، لأنهم يرون أن هذا النظام (المناخي) معقد وما يؤثر به مؤثرات شديدة التعقيد، تفوق قدرات أسرع وأذكي أجهزة الكمبيوترات وقدرات العلماء مازالت ضئيلة مما يصعب (أو يستحيل) معه التنبؤ الصحيح بالتغيرات المناخية طويلة الأمد. وفريق معها حيث يرون أن الغازات الدفيئة* هي السبب وراء ظاهرة الاحتباس الحراري، وأن وراء زيادة نسب الغازات الدفيئة زيادة في نسب التلوث الجوي الناشئة عن ملوثات طبيعية (كالبراكين وحرائق الغابات والملوثات العضوية) وملوثات صناعية ناتجة عن نشاطات الإنسان من استخدام للطاقة (بترول وفحم وغاز طبيعي) وقطع الأخشاب وإزالة الغابات، وهذا يؤدي إلى زيادة انبعاث الغازات الدفيئة. وبما أننا غير قادرون على التدخل في الملوثات الطبيعية، فعلينا أن نحد من الملوثات التي نتسبب فيها. وقد لاحظوا ما يلي: مؤشرات لبداية حدوث هذه الظاهرة: 1- يحتوي الجو حاليا على 380 جزءا بالمليون من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعتبر الغاز الأساسي المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري مقارنة بنسبة الـ 275 جزءًا بالمليون التي كانت موجودة في الجو قبل الثورة الصناعية. ومن هنا نلاحظ ان مقدار تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أصبح أعلى بحوالي أكثر من 30% بقليل عما كان عليه تركيزه قبل الثورة الصناعية. 2- إن مقدار تركيز الميثان ازداد إلى ضعف مقدار تركيزه قبل الثورة الصناعية. 3- الكلوروفلوركاربون يزداد بمقدار 4% سنويا عن النسب الحالية. 4- أكسيد النيتروز أصبح أعلى بحوالي 18% من مقدار تركيزه قبل الثورة الصناعية (حسب آخر البيانات الصحفية لمنظمة الأرصاد العالمية). . وفي النهاية يتفق العلماء المؤيدون لهذه الظاهرة على ضرورة العمل للحد من ارتفاع درجات الحرارة قبل فوات الأوان وذلك من خلال معالجة الأسباب المؤدية للارتفاع واتخاذ الاجراءات الرسمية في شأنها على مستوى العالم بأكمله، لأن مزيدًا من الغازات المسببة للاحتباس الحراري على مستوى العالم يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة. وما بين المؤيدين والمعارضين ظهر رأي ثالث هو: فريق يرى أن السبب الرئيسي في زيادة درجة حرارة الأرض هو الرياح الشمسية؛ حيث تؤدي تلك الرياح الشمسية بمساعدة المجال المغناطيسي للشمس إلى الحد من كمية الأشعة الكونية التي تخترق الغلاف الجوي للأرض، والتي تحتوي على جزيئات عالية الطاقة تقوم بالاصطدام بجزيئات الهواء؛ لتنتج جزيئات جديدة تعد النواة لأنواع معينة من السحب التي تساعد على تبريد سطح الأرض، وبالتالي فإن وجود هذا النشاط الشمسي يعني نقص كمية الأشعة الكونية، أي نقص السحب التي تساعد على تبريد سطح الأرض وبالتالي ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض. ويرى هذا الفريق أن هذا الرأي أكثر منطقية وأبسط تبريرًا لارتفاع درجة حرارة الأرض، وأنه عند انخفاض هذا النشاط الشمسي المؤقت ستعود درجة حرارة الأرض إلى طبيعتها، بالتالي يرون ضرورة توفير المبالغ الطائلة التي تُنفق على البحث عن وسائل لتخفيض نسب انبعاث ثاني أكسيد الكربون؛ حيث إنهم مهما قاموا بتخفيض نسبه فلن يغير هذا من الأمر شيئًا مادام النشاط الشمسي مستمرًّا ؛ حيث إن الإنسان مهما زاد نشاطه على سطح هذا الكوكب فلن يكون ذا تأثير على النظام الكوني الضخم الذي يتضمن النظام المناخي للأرض؛ لذلك من الأفضل استخدام تلك الأموال في تنقية هواء المدن المزدحمة من الغازات السامة، أو تنقية مياه الشرب لشعوب العالم الثالث. عامة، لن يضيرنا في شيء لو قللنا من الملوثات التي نتسبب فيها، حفاظًا على أنفسنا وأرضنا وغلافنا الجوي، بغض النظر عن ما يسبب ارتفاع درجات الحرارة التي نعاني منها اليوم.
| |
|