التغير المناخي يهدد بنزاعات سياسية في إفريقيا وآسيا
حذر خبراء في برنامج الأمم المتحدة لشؤون البيئة من احتمال أن يؤدي التغير المناخي إلى نزاعات داخلية جديدة واضطرابات اقليمية وحروب تضرب بشكل اساسي بلدان المغرب العربي وجنوب آسيا والساحل الشرقي الإفريقي.
جاء هذا التحذير مع انعقاد مؤتمر دولي في بالي بإندونيسيا لبحث التغيرات المناخية.
ويستمر المؤتمر حتى 14 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
تحذيرات
ودعا المسؤولون عن برنامج الأمم المتحدة إلى مساعدة البلدان الأكثر تعرضا لأضرار التغير المناخي على التسلح لمواجهة أخطاره.
وقال البروفيسور الألماني هانز شنلوبر من معهد بوتسدام لدراسة التغيرات المناخية إن ارتفاع درجة حرارة الأرض 5 درجات "قد يؤدي إلى وقوع ما يشبه الحرب الكونية".
وطبقا لتقرير الأمم المتحدة يحتمل أن ترتفع درجة حرارة الأرض بحلول عام 2010 بمعدل من 1.1 إلى 6.4 درجة مئوية مقارنة مع معدلات الحرارة خلال الفترة من 1980- 1999.
مخاطر أمنية
ويقول التقرير إن التغير المناخي قد يؤدي إلى مخاطر أمنية تضرب مناطق عديدة في العالم.
من أهم هذه المناطق منطقة الشمال الافريقي (المغرب العربي) حيث يمكن أن يؤدي نقص المياه والمحاصيل الزراعية مع الارتفاع المستمر في أعداد السكان و"ضعف الحلول السياسية والقدرة على حل المشاكل" إلى زيادة احتمالات حدوث أزمة سياسية، وضغوط تدفع إلى مزيد من الهجرة للخارج.
ويشير التقرير أيضا إلى أن ارتفاع درجة الحرارة قد يؤدي ايضا إلى ارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط وإغراق دلتا وادي النيل في مصر بالمياه المالحة التي تفسد الأرض الزراعية.
أما منطقة جنوب آسيا التي تشمل الهند وباكستان وبنجلاديش فهي عرضة لمخاطر نقص المياه الذي يمكن أن يهدد حياة ملايين البشر.
هل يمكن معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري
اعتراض امريكي
في الوقت نفسه أسقط المؤتمر المنعقد حاليا في بالي أحد الأهداف الأساسية التي سبق تحديدها وهو خفض الانبعاث الحراري بنسبة 25 من إلى 40 في المائة أقل من معدلات 1990 بحلول عام 2020.
وقد اسقط الهدف السابق بناء على اعتراض من جانب الولايات المتحدة.
واتفق المؤتمر على بدء مرحلة جديدة من المفاوضات تستغرق عامين تسعى للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن خفض انبعاث الغازات الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري.
إلا أن الخبراء يستبعدون أن تنخفض معدلات انبعاث الغازات بنسبة تكفل تفادي ارتفاع درجة الحرارة درجتين مئويتين.
وتشير التقديرات العلمية الحالية إلى أن الوصول إلى هذه النقطة من ارتفاع الحرارة كفيل بأن يعرض مئات الملايين من البشر لأخطار النقص في المياه، كما يمكن أن يتسبب في نقص المواد الغذائية ويؤدي إلى انتشار المجاعات على نطاق واسع ووفاة أعداد هائلة من البشر.