أمريكا: البشر يسببون الاحتباس الحراري
’’الاعترافات الجديدة تشكل ضربة للصناعات الأمريكية’’
أقرت الولايات المتحدة لأول مرة بأن التلوث الذي تتسبب فيه الأنشطة البشرية هو المسؤول بشكل كبير عن ظاهرة الاحتباس الحراري.
غير أنها تشبثت في الوقت ذاته بموقفها من (بروتوكول كيوتو) باليابان، وهو معاهدة دولية لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري كانت إدارة الرئيس بوش قد رفضتها العام الماضي.
وعبرت (وكالة حماية البيئة) الحكومية الأمريكية عن تأييدها للآراء القائلة بأن الأنشطة البشرية كتكرير النفط وتوليد الطاقة وانبعاثات السيارات تتسبب بشكل كبير في ظاهرة الاحتباس الحراري بلاكرة الأرضية.
بوش: بروتوكول كيوتو يضر بالاقتصاد الأمريكيوجاءت تصريحات الوكالة في تقرير مؤلف من 268 صفحة سلمته للأمم المتحدة.
كما صدقت الحكومة اليابانية يوم الثلاثاء على المعاهدة ذاتها.
ويقول المراسلون إن التدابير الأوروبية واليابانية ترمي إلى تشجيع الحكومة الأمريكية على اللحاق بركبهم.
وكان البيت الأبيض قد قال في وقت سابق إنه ليس ثمة ما يكفي من الأدلة العلمية التي تثبت أن انبعاثات المصانع مسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري الكوني.
ويشار إلى أن إصدار تقرير (وكالة حماية البيئة) الأمريكية جاء في نفس اليوم الذي صدقت فيه كل الدول الخمسة عشر الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على بروتوكول كيوتو.
خلاف مع الصناعيين
واستنتج التقرير أن "الغازات المسببة للاحتباس الحراري تتجمع في مناخ الأرض نتيجة للأنشطة البشرية، متسببة في ارتفاع حرارة هواء جو الأرض القليل وفي تسخين اعماق المحيطات".
وأضاف أن "التغييرات المسجلة في العقود الأخيرة ربما تعود في الغالب الأعم إلى الأنشطة البشرية".
غير أن مواقف الوكالة تصطدم برأي أنصار بوش العاملين في صناعة السيارات والنفط والكهرباء.
ويقول هؤلاء إن التيقن من وجود صلة بين ظاهرة الاحتباس الحراري والنتائج المترتبة عن الأنشطة الصناعية يتطلب إجراء مزيد من الأبحاث.
ويشار إلى أن الولايات المتحدة تعد أكبر مصْدَر للغازات التي يقال إنها تتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري الكوني.
وكانت إدراة بوش قد أثارت جدلا دوليا كبيرا العام الماضي حين اعلنت عن رفض الولايات المتحدة التوقيع على معاهدة كيوتو.
وبرر بوش آنذاك هذا الرفض بأن تطبيق بنود المعاهدة سيكلف الاقتصاد الأمريكي كثيرا.
وبالرغم من الإقرار بوجود صلة بين الأنشطة البشرية وظاهرة ارتفاع درجة الحرارة على الصعيد العالمي فإن الحكومة الأمريكية رفضت التصديق على المعاهدة مشددة في الوقت ذاته على جعل هذا الأمر قرارا طوعيا.